الخميس، 27 سبتمبر 2012

لقاء حسن البنا بمؤسس جماعة التبليغ والدعوة (موثّق ونادر)

محمد إلياس مؤسس جماعة التبليغ والدعوة ، ولد عام 1303هـ في كاندهلة قرية من قرى الهند.وتوفي عام 1364هـ. وكان ميلاد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا عام 1324هـ في إحدى قرى البحيرة بمصر ، وتوفي عام 1368هـ .
ومن العجيب أن كلا المؤسسين لم يُتح لهما أن التقيا في حياتهما ولكن كان لقاءهما عقدياً في اتباع الطرق الصوفية ومبايعة مشايخها ، وهذه نبذة من كتبهم ومذكراتهم .

محمد إلياس مؤسس جماعة التبليغ : 
بايع محمد إلياس الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي على الطريقة الصوفية سنة 1315هـ .وجدّد البيعة على الشيخ خليل أحمد السهارنفوري بعد وفاة الكنكوهي وكان أحد أئمة الديوبندية ودرس عند الشيخ محمود الحسن وهو من كبار علماء مدرسة ديوبند .

(نبذة عن الديوبندية) الديوبندية ترجح مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله في الفقه والفروع ، أما الاعتقاد والأصول مذهب منصور الماتريدي ، وتنتسب في الصوفية إلى طرق النقشبندية والجُشتية والقادرية والسهروردية طريقاً وسلوكاً . وقد نشأ مؤسس جماعة التبليغ محمد إلياس في رحم هذه الضلالات العقدية ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

يقول محمد إلياس مؤسس جماعة التبليغ : 
(أُمرت بالقيام بهذا الأمر – يعني القيام بالتبليغ - أثناء إقامتي بالمدينة وقيل لي : سوف نستعملك نكلفك بعمل) .

ويقول أنه تلقى تفسير قوله تعالى : (كنتم خير أمة أخرجت للناس) وهو نائم وألقي في روعه : (إنكم مثل الأنبياء بعثتم للناس) . عين التصوف والضلال والعياذ بالله .

ويقول (قصيدة البردة عندنا من المقرر قراءته على العلماء) .وقد علّق ابن باز على بعض أبيات قصيدة البردة فقال :(......ومن الإطراء ما فعله صاحب البردة حيث قال: يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمـم إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل يازلـة القـدم فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم هذا من أقبح الظلم, فيها كفر أكبر جعلها الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو المنقذ يوم القيامة, وأنه لا ملاذ للناس إلا هو-عليه الصلاة والسلام-, وأنه يعلم الغيب, ويعلم ما في اللوح والقلم, وأن الدنيا والآخرة من جوده, كل هذا ضلال وكفر والعياذ بالله...) .

وهذه فتوى الشيخ عبدالرزاق عفيفي عضو هيئة كبار العلماء:
سئل - رحمه الله -: عن خروج جماعة التبليغ لتذكير الناس بعظمة الله؟ فقال: (( الواقع أنّهم مبتدعة محرّفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم، وخروجهم ليس في سبيل الله، ولكنه في سبيل إلياس، هم لا يدعون إلى الكتاب والسنَّة ولكن يدعون إلى إلياس شيخهم في بنجلاديش .
أما الخروج بقصد الدعوة إلى الله فهو خروج في سبيل الله وليس هذا هو خروج جماعة التبليغ . 
وأنا أعرف التبليغ من زمانٍ قديم، وهم المبتدعة في أي مكان كانوا هم في مصر، وإسرائيل وأمريكا، والسعودية، وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس))
[ فتاوى ورسائل سماحة الشيخ/ عبد الرزاق عفيفي (1/174) ]



حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين:
يقول في كتابه مذكرات الدعوة والداعية:
(وفي المسجد الصغير رأيت الإخوان الحُصافية يذكرون الله تعالى عقب صلاة العشاء من كل ليلة.. فاجتذبتني حلقة الذكر بأصواتها المنسقة ونشيدها الجميل) .

ويقول (وظللت معلّق القلب بالشيخ حتى التحقت بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور وفيها مدفن الشيخ وضريحه.. فكنت مواظباً على زيارته كل يوم تقريباً وصحبت الإخوان في كل ليلة وسألت عن مقدم الإخوان فعرفت أنه الرجل الصالح التقي الشيخ بسيوني العبد التاجر فرجوته أن يأذن لي بأخذ العهد عليه ففعل.. وإذا لم تخن الذاكرة فقد كان ذلك يوافق يوم الأحد، حيث تلقيت الحصافية الشاذلية عنه وآذنني بأورادها ووظائفها).

ويقول (وكنا في كثير من أيام الجُمَع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء القريبين من دمنهور فكنا أحياناً نزور دُسُوق فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة حيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحاً فنقطع المسافة في ثلاث ساعات وهي نحو عشرين كيلو متراً ونزور ونصلي الجمعة) .

ويقول (كنت أمضي الأسبوع المدرسي في دمنهور.. يضاف إلى ذلك أن ليلة الجمعة في منزل الشيخ شلبي بعد الحضرة يتدارس فيها كتب التصوف من الإحياء وسمع أحوال الأولياء والياقوت والجواهر وغيرها ونذكر الله إلى الصباح كانت من أقدس مناهج حياتنا) .

ويقول (كنت سعيداً بالحياة في القاهرة هذا العام..كما كنت أجد متعة كبرى في الحضرة عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع في منزل الشيخ الحُصافي) .

ويقول (وأذكر أنه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بالموكب بعد الحضرة، كل ليلة من أول ربيع الأول إلى الثاني عشر منه.. ووزع الشربات والقهوة والقرفة على مجرى العادة وخرجنا بالموكب ونحن نُنشد القصائد المعتادة في سرور كامل وفرح تام) .

ثم يقول حسن البنا عن نفسه في مذكراته : 
(وهكذا كانت حياتي في القاهرة خليطاً عجيباً من الحضرة في منزل الشيخ أو منزل علي أفندي غالب إلى المكتبة السلفية حيث السيد مُحب الدين إلى دار المنار والسيد رشيد إلى منزل الشيخ الدجوي ثم منزل فريد بك وجدي ودار الكتب أحياناً) .

هذا هو حسن البنا يبين لنا أن بدايته كانت صوفية حصافية شاذلية ، ويمتدح حِلق ذكر الصوفية والتي اشتهرت بمخالفتها لهدي محمد صلى الله عليه وسلم القائل وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وقوله من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد .

ولما سئل الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله- عن جماعة الإخوان المسلمين أجاب بقوله :
(......"الاخوان المسلمين" ليس عندهم نشاط كلي وقوي في التحذير فيما يتعلق بالشرك ودعوة أصحاب القبور, وهذا على كل حال يُرى في كتبهم وسيرتهم فإذا روجعت كتبهم يُرى منها ذلك).
وهذه الفتوى لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز موجودة بصوته رحمه الله في كثير من المواقع . نسأل الله الهداية للجميع .




الأحد، 9 سبتمبر 2012

دكتور سعودي لم يكتفِ بإساءته للنبي صلى الله عليه وسلم فأعادها مع معاوية رضي الله عنه





      يقول طارق الحبيب: (إنّ بنو أمية وبنو العباس هم السبب فيما نحياه نحن بعلاقة الحاكم بالمحكوم وعلاقة المحكوم بالحاكم) . ويقول : (حينما مر عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وضعفت ودخل بنو أمية في الحكم قلبوا الحكم الإسلامي إلى حكم عربي تقليدي، عادوا باللات والعزى ومناة الثلاثة الأخرى، لكن لم تكن أصناماً صخريّةً فتكسر وإنما أصناماً بشرية) .

طارق الحبيب.. لم يستثني أحداً من بني أمية ولا يخفى على كل مسلم أن بنو أمية منهم صحابة كمعاوية رضي الله عنه ومنهم من هو من أجلة التابعين رضوان الله عليهم أجمعين.. هل قصد بهذا الكلام غير معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه؟

وقد بلغ هذا المتهوك مبلغه في الجهل والحط على معاوية رضي الله عنه ومن بعده من الخلفاء رغم أن فيهم أمثال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فقال : ( عادوا باللات والعزى ومناة الثلاثة الأخرى) .

وقال : (لكن لم تكن أصناماً صخريّةً فتكسر وإنما أصناماً بشرية)، وهذا الكلام من طارق الحبيب إنما هو سير على منهج سيد قطب في طعنه على معاوية وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم .

وأبلغ رد عليه أن الصحابة كانوا متوافرين في عهد معاوية رضي الله عنه ولم يقولوا بعودة الأصنام التي ذكرتها .

وهذه الجرأة على الصحابة رضي الله عنهم مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية : ( ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله : )وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) ، وطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله : (لا تسبّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه ) .

طارق الحبيب.. تعال لنقرأ في كتب أهل الحديث والعقيدة ما ذُكر عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من الفضل والحلم، مستنيرين بكتاب الشيخ عبدالمحسن العباد : (معاوية ابن أبي سفيان بين المنصفين والمتعسفين) .

قال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي : ( معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا كَشفَ الرجل الستر اجترأ على ما وراءه) . 

فالذي يجرؤ على أن يتكلم في معاوية رضي الله عنه بكلام لا يليق فإنه من السهل عليه أن يتكلم في غيره، ولن يكون الأمر مقتصراً عليه بل سيتجاوزه إلى من هو خير منه ومن هو أفضل منه، بل إلى من هو أفضل البشر بعد الأنبياء والمرسلين: أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وأرضاه، ثم عمر الفاروق رضي الله تعالى عنه وأرضاه، ثم عثمان بن عفان ، ثم علي بن أبي طالب ، وغيرهم من الصحابة .

ويقول الطحاوي في عقيدته المشهورة : (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرّط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان) .

وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسبوهم) ثم قرأت هذه الآية: )وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) . وقال النووي في شرحه: (قال القاضي: الظاهر أنها قالت هذا عندما سمعت أهل مصر يقولون في عثمان ما قالوا، وأهل الشام يقولون في علي ما قالوا، والحرورية في الجميع ما قالوا . وأما الأمر بالاستغفار الذي أشارت إليه فهو قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) .

وقال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب السنة : (ومن السنة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين، والكفُّ عن الذي جرى بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو واحداً منهم فهو مبتدع رافضي، حبهم سنة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة). وقال: (لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساوئهم، ولا يطعن في أحد منهم، فمن فعل ذلك فقد وجبَ على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ثم يستتيبه، فإن تاب قُبل منه، وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة وخلّده في الحبس حتى يتوب ويراجع).

وقال الإمام أبو عثمان الصابوني في كتابه عقيدة السلف وأصحاب الحديث : (ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيباً لهم أو نقصاً فيهم، ويرون الترحم على جميعهم، والموالاة لكافتهم).

قال الموفق ابن قدامة المقدسي في لمعة الاعتقاد: (ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وحي الله، وأحد خلفاء المسلمين رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم).

وقال شارح الطحاوية: (وأول ملوك المسلمين معاوية ، وهو خير ملوك المسلمين).

وروى البيهقي عن الإمام أحمد أنه قال: (الخلفاء أبو بكر و عمر و عثمان و علي. فقيل له: فـمعاوية؟ قال: لم يكن أحد أحق بالخلافة في زمان علي من علي ، ورحم الله معاوية !).

وروى ابن عساكر عن أبي زرعة الرازي أنه قال له رجل: إني أبغض معاوية . فقال له: ولِمَ؟ قال: لأنه قاتل علياً . فقال له أبو زرعة : (ويحك! إن ربّ معاوية ربٌ رحيم، وخصمُ معاوية خصم كريم، فإيشْ دخولك أنت بينهما رضي الله تعالى عنهما؟!).

وسئل الإمام أحمد عما جرى بين علي و معاوية فقرأ: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ، وكذا قال غير واحد من السلف.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (لا يجوز لعن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سبّه، ومن لعن أحداً منهم كـمعاوية بن أبي سفيان ، و عمرو بن العاص ونحوهما، ومن هو أفضل منهما، كـأبي موسى الأشعري ، و أبي هريرة وغيرهما، أو من هو أفضل من هؤلاء، كـطلحة بن عبيد الله ، و الزبير بن العوام ، و عثمان بن عفان ، و علي بن أبي طالب ، أو أبي بكر الصديق ، و عمر بن الخطاب ، أو عائشة أم المؤمنين، وغير هؤلاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين. وتنازع العلماء: هل يعاقب بالقتل، أو ما دون القتل؟).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وأما معاوية بن أبي سفيان وأمثاله من الطلقاء الذين أسلموا بعد فتح مكة كـعكرمة بن أبي جهل ، و الحارث بن هشام ، و سهيل بن عمرو ، و صفوان بن أمية ، و أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، هؤلاء وغيرهم ممن حسُن إسلامهم باتفاق المسلمين، لم يُتهم أحد منهم بعد ذلك بنفاق، ومعاوية قد استكتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلم).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (لما مات يزيد بن أبي سفيان في خلافة عمر استعمل أخاه معاوية ، وكان عمر بن الخطاب من أعظم الناس فراسة، وأخبرهم بالرجال، وأقومهم بالحق، وأعلمهم به). وقال: (فما استعمل عمر قط بل ولا أبو بكر على المسلمين منافقاً، ولا استعملا من أقاربهما، ولا كانت تأخذهما في الله لومة لائم). وقال: (وقد علم أن معاوية و عمرو بن العاص وغيرهما كان بينهم من الفتن ما كان، ولم يتهمهم أحد من أوليائهم ولا محاربيهم بالكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، بل جميع علماء الصحابة والتابعين بعدهم متفقون على أن هؤلاء صادقون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مأمونون عليه في الرواية عنه، والمنافق غير مأمون على النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو كاذب عليه مكذّب له).

ما يجب على المؤمن تجاه ما جرى بين الصحابة من الفتن
والحاصل : أن الفتن التي جرت بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم يجب أن يكون حظ العاقل منها حسن الظن بالصحابة الكرام، والسكوت عن الكلام فيهم إلا بخير، والترضي عن الصحابة جميعاً، وموالاتهم ومحبتهم، والجزم بأنهم دائرون في اجتهاداتهم بين الأجر والأجرين.

ولقد أحسن شارح الطحاوية حيث قال بعد أن أشار إلى ما جرى بين علي و معاوية رضي الله تعالى عنهما: (ونقول في الجميع بالحسنى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) . ثم قال : والفتن التي كانت في أيامه -أي: أيام أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه- قد صان الله عنها أيدينا فأسأله سبحانه وتعالى أن يصون عنها ألسنتنا بمنه وكرمه).
انتهى،،،