الأحد، 9 سبتمبر 2012

دكتور سعودي لم يكتفِ بإساءته للنبي صلى الله عليه وسلم فأعادها مع معاوية رضي الله عنه





      يقول طارق الحبيب: (إنّ بنو أمية وبنو العباس هم السبب فيما نحياه نحن بعلاقة الحاكم بالمحكوم وعلاقة المحكوم بالحاكم) . ويقول : (حينما مر عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وضعفت ودخل بنو أمية في الحكم قلبوا الحكم الإسلامي إلى حكم عربي تقليدي، عادوا باللات والعزى ومناة الثلاثة الأخرى، لكن لم تكن أصناماً صخريّةً فتكسر وإنما أصناماً بشرية) .

طارق الحبيب.. لم يستثني أحداً من بني أمية ولا يخفى على كل مسلم أن بنو أمية منهم صحابة كمعاوية رضي الله عنه ومنهم من هو من أجلة التابعين رضوان الله عليهم أجمعين.. هل قصد بهذا الكلام غير معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه؟

وقد بلغ هذا المتهوك مبلغه في الجهل والحط على معاوية رضي الله عنه ومن بعده من الخلفاء رغم أن فيهم أمثال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فقال : ( عادوا باللات والعزى ومناة الثلاثة الأخرى) .

وقال : (لكن لم تكن أصناماً صخريّةً فتكسر وإنما أصناماً بشرية)، وهذا الكلام من طارق الحبيب إنما هو سير على منهج سيد قطب في طعنه على معاوية وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم .

وأبلغ رد عليه أن الصحابة كانوا متوافرين في عهد معاوية رضي الله عنه ولم يقولوا بعودة الأصنام التي ذكرتها .

وهذه الجرأة على الصحابة رضي الله عنهم مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية : ( ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله : )وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) ، وطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله : (لا تسبّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه ) .

طارق الحبيب.. تعال لنقرأ في كتب أهل الحديث والعقيدة ما ذُكر عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من الفضل والحلم، مستنيرين بكتاب الشيخ عبدالمحسن العباد : (معاوية ابن أبي سفيان بين المنصفين والمتعسفين) .

قال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي : ( معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا كَشفَ الرجل الستر اجترأ على ما وراءه) . 

فالذي يجرؤ على أن يتكلم في معاوية رضي الله عنه بكلام لا يليق فإنه من السهل عليه أن يتكلم في غيره، ولن يكون الأمر مقتصراً عليه بل سيتجاوزه إلى من هو خير منه ومن هو أفضل منه، بل إلى من هو أفضل البشر بعد الأنبياء والمرسلين: أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وأرضاه، ثم عمر الفاروق رضي الله تعالى عنه وأرضاه، ثم عثمان بن عفان ، ثم علي بن أبي طالب ، وغيرهم من الصحابة .

ويقول الطحاوي في عقيدته المشهورة : (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرّط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان) .

وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (أُمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسبوهم) ثم قرأت هذه الآية: )وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) . وقال النووي في شرحه: (قال القاضي: الظاهر أنها قالت هذا عندما سمعت أهل مصر يقولون في عثمان ما قالوا، وأهل الشام يقولون في علي ما قالوا، والحرورية في الجميع ما قالوا . وأما الأمر بالاستغفار الذي أشارت إليه فهو قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) .

وقال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب السنة : (ومن السنة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين، والكفُّ عن الذي جرى بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو واحداً منهم فهو مبتدع رافضي، حبهم سنة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة). وقال: (لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساوئهم، ولا يطعن في أحد منهم، فمن فعل ذلك فقد وجبَ على السلطان تأديبه وعقوبته، ليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ثم يستتيبه، فإن تاب قُبل منه، وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة وخلّده في الحبس حتى يتوب ويراجع).

وقال الإمام أبو عثمان الصابوني في كتابه عقيدة السلف وأصحاب الحديث : (ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيباً لهم أو نقصاً فيهم، ويرون الترحم على جميعهم، والموالاة لكافتهم).

قال الموفق ابن قدامة المقدسي في لمعة الاعتقاد: (ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وحي الله، وأحد خلفاء المسلمين رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم).

وقال شارح الطحاوية: (وأول ملوك المسلمين معاوية ، وهو خير ملوك المسلمين).

وروى البيهقي عن الإمام أحمد أنه قال: (الخلفاء أبو بكر و عمر و عثمان و علي. فقيل له: فـمعاوية؟ قال: لم يكن أحد أحق بالخلافة في زمان علي من علي ، ورحم الله معاوية !).

وروى ابن عساكر عن أبي زرعة الرازي أنه قال له رجل: إني أبغض معاوية . فقال له: ولِمَ؟ قال: لأنه قاتل علياً . فقال له أبو زرعة : (ويحك! إن ربّ معاوية ربٌ رحيم، وخصمُ معاوية خصم كريم، فإيشْ دخولك أنت بينهما رضي الله تعالى عنهما؟!).

وسئل الإمام أحمد عما جرى بين علي و معاوية فقرأ: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ، وكذا قال غير واحد من السلف.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (لا يجوز لعن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سبّه، ومن لعن أحداً منهم كـمعاوية بن أبي سفيان ، و عمرو بن العاص ونحوهما، ومن هو أفضل منهما، كـأبي موسى الأشعري ، و أبي هريرة وغيرهما، أو من هو أفضل من هؤلاء، كـطلحة بن عبيد الله ، و الزبير بن العوام ، و عثمان بن عفان ، و علي بن أبي طالب ، أو أبي بكر الصديق ، و عمر بن الخطاب ، أو عائشة أم المؤمنين، وغير هؤلاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين. وتنازع العلماء: هل يعاقب بالقتل، أو ما دون القتل؟).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وأما معاوية بن أبي سفيان وأمثاله من الطلقاء الذين أسلموا بعد فتح مكة كـعكرمة بن أبي جهل ، و الحارث بن هشام ، و سهيل بن عمرو ، و صفوان بن أمية ، و أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، هؤلاء وغيرهم ممن حسُن إسلامهم باتفاق المسلمين، لم يُتهم أحد منهم بعد ذلك بنفاق، ومعاوية قد استكتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلم).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (لما مات يزيد بن أبي سفيان في خلافة عمر استعمل أخاه معاوية ، وكان عمر بن الخطاب من أعظم الناس فراسة، وأخبرهم بالرجال، وأقومهم بالحق، وأعلمهم به). وقال: (فما استعمل عمر قط بل ولا أبو بكر على المسلمين منافقاً، ولا استعملا من أقاربهما، ولا كانت تأخذهما في الله لومة لائم). وقال: (وقد علم أن معاوية و عمرو بن العاص وغيرهما كان بينهم من الفتن ما كان، ولم يتهمهم أحد من أوليائهم ولا محاربيهم بالكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، بل جميع علماء الصحابة والتابعين بعدهم متفقون على أن هؤلاء صادقون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مأمونون عليه في الرواية عنه، والمنافق غير مأمون على النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو كاذب عليه مكذّب له).

ما يجب على المؤمن تجاه ما جرى بين الصحابة من الفتن
والحاصل : أن الفتن التي جرت بين الصحابة رضي الله تعالى عنهم يجب أن يكون حظ العاقل منها حسن الظن بالصحابة الكرام، والسكوت عن الكلام فيهم إلا بخير، والترضي عن الصحابة جميعاً، وموالاتهم ومحبتهم، والجزم بأنهم دائرون في اجتهاداتهم بين الأجر والأجرين.

ولقد أحسن شارح الطحاوية حيث قال بعد أن أشار إلى ما جرى بين علي و معاوية رضي الله تعالى عنهما: (ونقول في الجميع بالحسنى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) . ثم قال : والفتن التي كانت في أيامه -أي: أيام أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه- قد صان الله عنها أيدينا فأسأله سبحانه وتعالى أن يصون عنها ألسنتنا بمنه وكرمه).
انتهى،،،

هناك 8 تعليقات:

  1. القليل القليل الذي ينجو من التخبطات والهلوسة اعني علماء وأطباء علم النفس والذي بدأت تتكشف هفواته وعدم نفعيته وهذا الطارق لم يعد يستغرب منه مثل هذه الزلات هداه الله

    ردحذف
    الردود
    1. الحمد لله على نعمة اتباع السنة

      حذف
  2. من اول ما شفته وسمعت فلسفته ما ارتحت له وبعد ما أساء للنبي طاح من عيني.
    هو يدعي إصلاح الناس ولا هو قادر يصلح نفسه.
    وكل من خرج عن هدي الصحابة زل.
    نسأل الله الثبات

    ردحذف
    الردود
    1. الحمد لله على نعمة اتباع السنة

      حذف
  3. هذا انسان بلغ مرحله في العلم اذهبت عقله
    نسأل الله العفو والعافيه

    ردحذف
  4. الحمد لله على نعمة اتباع السنة

    ردحذف
  5. الله يهديه بس انا طريقة كلامه ما اعجبتني واسترسال في الكلام دون فحصه وجلب عبارات رنانه (شعبنة وصيكلوجيه و و و ) تحس انه متفلسف والدليل على عدم نيته الطيبه بدأ يزل في الكلام واحس انه يحب الظهور ولا ايش دخلك في الدين والتاريخ وانت عالم نفسي

    ردحذف
  6. الله يهديه بس انا طريقة كلامه ما اعجبتني واسترسال في الكلام دون فحصه وجلب عبارات رنانه (شعبنة وصيكلوجيه و و و ) تحس انه متفلسف والدليل على عدم نيته الطيبه بدأ يزل في الكلام واحس انه يحب الظهور ولا ايش دخلك في الدين والتاريخ وانت عالم نفسي

    ردحذف